7 يونيو، 2008
موضوع الندوة " الليبرالية ما لها و ما عليها " وجهات نظر
قالت الكاتبة سلوى بكر في بداية حديثها :أنه كانت معترضة بصفتها كاتبة و روائية أن تتحدث عن أمر آخر غير الأدب ، إلا أنها وجدت أن موضوع الندوة شديد الحضور جدآ و لم تنكر أن بعض أصدقائها قد نصحوها بعدم الذهاب إلى مركز إبن خلدون خاصة بعدما أعلن الدكتور – سعد الدين ابراهيم عدم عودته مرة أخرى إلى مصر إلا بعد أن ترفع الدولة يديها عنه و قالت أنها لا تأخذ الناس بالأقاويل .ثم دخلت في موضوع الندوة و قالت يجب أن نتناول المنهج الفكري الليبرالي بمدى إحتياجنا إليه و قالت أن البعض أصبح يبشر بالليبرالية و أنها هي الحل القادم للأمم خاصة بعد سقوط الإتحاد السوفيتي و دول المنظومة الشيوعية في أوربا الشرقية و فشل مشروعات اليسار العربي و الإتجاهات القومية العربية و إتضاح ما يطلق عليه الأخطاء السبعة للناصرية و هي " حل الأحزاب السياسية – فتح السجون و المعتقلات – التوسع الكمي في التعليم - تفتيت الأرض الزراعية بموجب قانون الإصلاح الزراعي – حرب اليمن – تأميم الصحافة – نكسة 67 " و المشكلة الأكبر أن المثقفون قد إنتقلوا إلى مقاعد الليبرالية المريحة و التي تتوائم مع المتغيرات العالمية الجديدة ، و ما تقدمه من متغيرات للمجتمعات الفقيرة ناهيك عن المغريات المالية و العينية و التي نقلت العديد من ممثلي هذه البلدان من مواقع إجتماعية دنيا إلى شرائح إجتماعية عليا ربما لم يحلموا بها يومآ أو يظنوا أنهم سينتقلون إليها بهذه السرعة .و تستكمل : إن التساؤل عن الليبرالية يبقى مشروعآ بل و ضرورة ضمن إطار التساؤل عن أساليب تهدي إلى النهضة الوطنية و لا يمكن تصور مشروع نهضة دون النظر إلى جانبه الثقافي فقبول ثقافة الإختلاف و التعدد و وضع معايير قيمية بين الحرية الشخصية و الحرية العامة ، ربما كان الشق الأصعب لأي مشروع نهضوي و الليبرالية هي نمط يمكن فرضه و يمكن تعميمه .فالليبرالية أولآ و أخيرآ هي منهج و أسلوب إقتصادي قام منذ بداية التنظيم الإقتصادي الكلاسيكي ، على أساس حرية السوق و حرية التجارة و على ضوء ذلك تمت منجزات هائلة قلبت حياة البشر رأسآ على عقب ليس في أوربا فقط أي المكان الذي نشأت و ترعرعت فيه الليبرالية و لكن على مستوى العالم كله و قد كان الجانب السياسي لهذه الليبرالية يقوم على اساس التعدد الحزبي و الإنتخابات الحرة المباشرة ، هناك عشرات الكتب التي تتناول اللليبرالية سواء بمنهجها السلبي أو الإيجابي و التي يمكن الرجوع إليها غير أن ما يعنينا هنا هو التساؤل حول الليبرالية كمنهج و إذا كان هذا التساؤل يبدو ملتبسآ للبعض غير أنه يعكس تساؤلآ مشروعآ حول تنفيذ الليبرالية لمطالب المجتمع المصري .لقد إشتركت الليبرالية منذ نشأتها بأمرين " حركة الإستعمار المعتمد على فكرة الهيمنة و إستخدام المواد الخام في البلدان المستعمرة تبريرآ لإستخدام قوى العمل الإنساني " و الأمر الثاني " العنصرية العرقية و القائمة على النبذ و الإحتقار منذ حركة الإحتلالات الكبرى في القرن التاسع عشر و التي احتلت بموجبه عدة دول لا تتجاوز أصابع اليد بمساحة أكبر لخريطة العالم تحت دعوى الليبرالية و التاريخ الدموي لهذه الليبرالية لا زال يسيطر حتى الآن في كثير من بقاع العالم كما يحدث الآن في أفغانستان و العراق كل يوم و التي جاءت الجيوش الأمريكية إليها تحت مظلة الليبرالية لتحرير العراقيين من دكتاتورية صدام حسين السياسية !إن حرية التجارة و حرية السوق ظلتا هما السمتان الأساسيتان التي حافظت غليها الليبرالية منذ قرنين و حتى الآن و هي محصلة أستلهمت التدخل العسكري حينآ و التخل الإقتصادي حينا آخر مستخدمة في ذلك مؤسسات المجتمع الدولي لتخدم على هذه الليبرالية كالبنك الدولي و صندوق النقد الدولي و نتاج دول يطلق عليها نامية طبقا للبنك الدولي و صندوق النفد الدولي و مصطلح نامية هو مصطلح خبيث يتوائم مع الليبرالية الجديدة المتوحشة الفارضة التصنيعية عبر الشركات العملاقة متعددة الجنسيات و التي ظللت العالم كله بظلالها السوداء المسماة بالعولمة و كذلك في مصر منذ تطبيق اتفاقية السوق و حرية التجارة و التي انتهت بتطبيق اتفاقية الجات و اتفاقية الكويز مرورآ بإعادة هيكلة الإقتصاد و بيع القطاع العام و تقليص الإنفاق الحكومي على القطاعات الخدمية كالصحة و التعليم .إن الأيادي السوداء لليبرالية تتجلى على هذا المجتمع فلقد تدنى مستوى دخل الفرد على نحو مريع و انتشرت البطالة و تراجع لتعليم كما و كيفا و بات نوع من الرفاهية لا يقدر عليه إلا الأغنياء و تراجعت عملية التصنيع حتى بالنسبة للصناعات الخفيفة .بل إن إنتعاش تيارات سلفية دينية معادية للنساء أولآ إنما جاء ضمن هذا الإطار و الإبتعاد عن موقع المواطنة إلى مواقع أخرى ضمن تحسين العمل الإجتماعي القديم كي تظل المرأة مفعولآ به يقتصر دورها على وظائف الحمل و الإنجاب و العمل المنزلى المنحط و المتتبع لتصريحات إسماعيل رمزي كاظم مسؤل الجهاز المركزي للمحاسبات خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي يلمس ببساطة مدى الإرتباط بين السياسات الحكومية المنفذة لتعليمات البنك الدولي و بين ما صرح به الرجل من ضرورة عودة المرلأأة إلى البيت و التصريح لها بالعمل لأيام معدودة إذا كانت ستظل عاملة !لقد طمست حرية التجارة و حرية السوق هويات قومية و أددت إلى إستقبال هويات ثقافية عديدة كانت في النهاية نوع من الغنى الإنساني الرائع كما أنها دمرت البيئة .و تفاصيل تدمير الليبرالية على كوكبنا الأرضي و هي تفاصيل مأساوية و طريفة في أن معآ و يكفي أن أشير هنا إلى أن غابات إستوائية دمرت بالكامل في أندونيسيا كي تستخرج منها الفلة لتنظيف الأسنان تجوب في عبواتها البلاستيكية لموائد عالم الليبرالية الجديدة .إن الليبرالية في التهاية خطوة إلى الوراء لا يمكن أن تكون منهجآ أو أسلوبا ينتهجه الباحث عن مشروع نهضة حقيقي لهذا البلد الذي هو مصر .
قالت الكاتبة سلوى بكر في بداية حديثها :أنه كانت معترضة بصفتها كاتبة و روائية أن تتحدث عن أمر آخر غير الأدب ، إلا أنها وجدت أن موضوع الندوة شديد الحضور جدآ و لم تنكر أن بعض أصدقائها قد نصحوها بعدم الذهاب إلى مركز إبن خلدون خاصة بعدما أعلن الدكتور – سعد الدين ابراهيم عدم عودته مرة أخرى إلى مصر إلا بعد أن ترفع الدولة يديها عنه و قالت أنها لا تأخذ الناس بالأقاويل .ثم دخلت في موضوع الندوة و قالت يجب أن نتناول المنهج الفكري الليبرالي بمدى إحتياجنا إليه و قالت أن البعض أصبح يبشر بالليبرالية و أنها هي الحل القادم للأمم خاصة بعد سقوط الإتحاد السوفيتي و دول المنظومة الشيوعية في أوربا الشرقية و فشل مشروعات اليسار العربي و الإتجاهات القومية العربية و إتضاح ما يطلق عليه الأخطاء السبعة للناصرية و هي " حل الأحزاب السياسية – فتح السجون و المعتقلات – التوسع الكمي في التعليم - تفتيت الأرض الزراعية بموجب قانون الإصلاح الزراعي – حرب اليمن – تأميم الصحافة – نكسة 67 " و المشكلة الأكبر أن المثقفون قد إنتقلوا إلى مقاعد الليبرالية المريحة و التي تتوائم مع المتغيرات العالمية الجديدة ، و ما تقدمه من متغيرات للمجتمعات الفقيرة ناهيك عن المغريات المالية و العينية و التي نقلت العديد من ممثلي هذه البلدان من مواقع إجتماعية دنيا إلى شرائح إجتماعية عليا ربما لم يحلموا بها يومآ أو يظنوا أنهم سينتقلون إليها بهذه السرعة .و تستكمل : إن التساؤل عن الليبرالية يبقى مشروعآ بل و ضرورة ضمن إطار التساؤل عن أساليب تهدي إلى النهضة الوطنية و لا يمكن تصور مشروع نهضة دون النظر إلى جانبه الثقافي فقبول ثقافة الإختلاف و التعدد و وضع معايير قيمية بين الحرية الشخصية و الحرية العامة ، ربما كان الشق الأصعب لأي مشروع نهضوي و الليبرالية هي نمط يمكن فرضه و يمكن تعميمه .فالليبرالية أولآ و أخيرآ هي منهج و أسلوب إقتصادي قام منذ بداية التنظيم الإقتصادي الكلاسيكي ، على أساس حرية السوق و حرية التجارة و على ضوء ذلك تمت منجزات هائلة قلبت حياة البشر رأسآ على عقب ليس في أوربا فقط أي المكان الذي نشأت و ترعرعت فيه الليبرالية و لكن على مستوى العالم كله و قد كان الجانب السياسي لهذه الليبرالية يقوم على اساس التعدد الحزبي و الإنتخابات الحرة المباشرة ، هناك عشرات الكتب التي تتناول اللليبرالية سواء بمنهجها السلبي أو الإيجابي و التي يمكن الرجوع إليها غير أن ما يعنينا هنا هو التساؤل حول الليبرالية كمنهج و إذا كان هذا التساؤل يبدو ملتبسآ للبعض غير أنه يعكس تساؤلآ مشروعآ حول تنفيذ الليبرالية لمطالب المجتمع المصري .لقد إشتركت الليبرالية منذ نشأتها بأمرين " حركة الإستعمار المعتمد على فكرة الهيمنة و إستخدام المواد الخام في البلدان المستعمرة تبريرآ لإستخدام قوى العمل الإنساني " و الأمر الثاني " العنصرية العرقية و القائمة على النبذ و الإحتقار منذ حركة الإحتلالات الكبرى في القرن التاسع عشر و التي احتلت بموجبه عدة دول لا تتجاوز أصابع اليد بمساحة أكبر لخريطة العالم تحت دعوى الليبرالية و التاريخ الدموي لهذه الليبرالية لا زال يسيطر حتى الآن في كثير من بقاع العالم كما يحدث الآن في أفغانستان و العراق كل يوم و التي جاءت الجيوش الأمريكية إليها تحت مظلة الليبرالية لتحرير العراقيين من دكتاتورية صدام حسين السياسية !إن حرية التجارة و حرية السوق ظلتا هما السمتان الأساسيتان التي حافظت غليها الليبرالية منذ قرنين و حتى الآن و هي محصلة أستلهمت التدخل العسكري حينآ و التخل الإقتصادي حينا آخر مستخدمة في ذلك مؤسسات المجتمع الدولي لتخدم على هذه الليبرالية كالبنك الدولي و صندوق النقد الدولي و نتاج دول يطلق عليها نامية طبقا للبنك الدولي و صندوق النفد الدولي و مصطلح نامية هو مصطلح خبيث يتوائم مع الليبرالية الجديدة المتوحشة الفارضة التصنيعية عبر الشركات العملاقة متعددة الجنسيات و التي ظللت العالم كله بظلالها السوداء المسماة بالعولمة و كذلك في مصر منذ تطبيق اتفاقية السوق و حرية التجارة و التي انتهت بتطبيق اتفاقية الجات و اتفاقية الكويز مرورآ بإعادة هيكلة الإقتصاد و بيع القطاع العام و تقليص الإنفاق الحكومي على القطاعات الخدمية كالصحة و التعليم .إن الأيادي السوداء لليبرالية تتجلى على هذا المجتمع فلقد تدنى مستوى دخل الفرد على نحو مريع و انتشرت البطالة و تراجع لتعليم كما و كيفا و بات نوع من الرفاهية لا يقدر عليه إلا الأغنياء و تراجعت عملية التصنيع حتى بالنسبة للصناعات الخفيفة .بل إن إنتعاش تيارات سلفية دينية معادية للنساء أولآ إنما جاء ضمن هذا الإطار و الإبتعاد عن موقع المواطنة إلى مواقع أخرى ضمن تحسين العمل الإجتماعي القديم كي تظل المرأة مفعولآ به يقتصر دورها على وظائف الحمل و الإنجاب و العمل المنزلى المنحط و المتتبع لتصريحات إسماعيل رمزي كاظم مسؤل الجهاز المركزي للمحاسبات خلال العقود الأخيرة من القرن الماضي يلمس ببساطة مدى الإرتباط بين السياسات الحكومية المنفذة لتعليمات البنك الدولي و بين ما صرح به الرجل من ضرورة عودة المرلأأة إلى البيت و التصريح لها بالعمل لأيام معدودة إذا كانت ستظل عاملة !لقد طمست حرية التجارة و حرية السوق هويات قومية و أددت إلى إستقبال هويات ثقافية عديدة كانت في النهاية نوع من الغنى الإنساني الرائع كما أنها دمرت البيئة .و تفاصيل تدمير الليبرالية على كوكبنا الأرضي و هي تفاصيل مأساوية و طريفة في أن معآ و يكفي أن أشير هنا إلى أن غابات إستوائية دمرت بالكامل في أندونيسيا كي تستخرج منها الفلة لتنظيف الأسنان تجوب في عبواتها البلاستيكية لموائد عالم الليبرالية الجديدة .إن الليبرالية في التهاية خطوة إلى الوراء لا يمكن أن تكون منهجآ أو أسلوبا ينتهجه الباحث عن مشروع نهضة حقيقي لهذا البلد الذي هو مصر .